التاريخ البحري
طالما ارتبطت إمارة أبوظبي على مرّ الأجيال بعلاقة وثيقة مع البحر عبر شواطئها ذات الرمال الذهبية الممتدة على أكثر من 400 كم، ومجموعتها الوافرة من الجزر الطبيعية. وتنتشر الموانئ في كل انحاء الإمارة، بدءاً من المركز الغربي الصغير لجزيرة دلما،وانتهاءً بموانئ العاصمة الإماراتية. ولطالما شكلت هذه المراسي مرافئ لأساطيل صيد الأسماك واللؤلؤ، وأحواضاً لبناء القوارب التقليدية "مركب الداو" التقليدي الذي سرعان ما اكتسب شهرة واسعة كواحد من أجود أنواع المراكب.
ولطالما كان البحر العصب الاقتصادي لأبوظبي، حيث كان البحارة يسافرون لمسافات بعيدة للتجارة بالتمر واللؤلؤ وخشب شجر القرم، وصولاً إلى سواحل شرق إفريقيا. كما شكل البحر مصدراً للغذاء وللرزق وحظي باحترام أهل الإمارة الذين خلدوه في الأغاني القديمة التي كانت ترددها حناجر طواقم صيد اللؤلؤ والأسماك أثناء جمعهم لكنوز البحر.
ولا نزال اليوم نشاهد المنظر المذهل لقوارب الداو وهي تمخر عباب البحر بأشرعتها البيضاء المرفوعة؛ حيث تجوب هذه المراكب التقليدية البحار كما كانت تفعل منذ مئات السنين في السباقات السنوية احتفاءً بذكرى الأيام الخوالي التي كانت تغيب فيها أساطيل صيد اللؤلؤ لأشهر، وتتنافس فيما بينها حول من سيعود أولاً إلى البر غانماً بغلة وفيرة. وعلى غرار ما كان يحدث في الماضي، ينال الفائزون في هذه الأيام جوائز مجزية لتكريم جهودهم.
وعلى الرغم من أن الإبحار أصبح أقل خطورة الآن، إلا أن الإماراتيين يواصلون خوض غمار البحار ولكن بأسلوب أكثر رفاهية وفخامة، حيث تتميز أبوظبي بمنشآتها البحرية الفاخرة على مستوى العالم, فيما تعكف على إنشاء المزيد من هذه المنشآت.